غادرت وحملت قلبى معك

غادرت وحملت قلبى معك
غادرت وحملت قلبى معك


عندما أخبرتني أنك ستغادر بلا رجعه تملكتني كرامتي، وقلتها بعلو صوتي لا يهمني اختار طريقك، وأنا سأختار طريقي.


وبمجرد أن دخلت غرفتنا لتلملم منها ذكرياتك، ومابقى لك فيها من أغراض معلناً الرحيل  عنها أدرت لك ظهرى كأنني لا أهتم بما تفعله حقاً، فهو لا يعنيني، فأنت لم تكن يوماً قريبًا منى مثل نبضي الذي يخرج من صدري، وقد كنت أعرف أن كل هذا كذبً، وأنني فقط أتناول جرعة مسكن لأتجاوز بها هذه اللحظة العصيبة. 

وبالرغم من أن لحظة الكبرياء قد تملكتني، ورفضت الاعتراف لنفسي أنني أنهار من داخلى حقًا وجدت نفسي أسترق النظر لك، وأنت داخل غرفتنا التي طالماً جلسنا فيها نتبادل أحاديث العشاق لساعات.


كان حينها قلبي يرق ليصرخ فيك ماذا تفعل؟!!! هل هانت الأيام والليالي عليك في لحظة؟!!!


ولكنني تراجعت عندما وجدت في عينيك نظرة إصرار على المغادرة فوجدت أن أي كلام سأقوله الأن لن يجرح أحد غيري حينما أهدم كبريائي راجية منك البقاء، وأنت مصمم على الرحيل.


انت حتى لم تنمق أغراضك في حقيبتك كما علمتني، وكنت تتباهى بذلك عندما كنا نغادر معًا في رحلاتنا الرومانسية، ولكنك وضعتها مبعثرة في كافة أرجاء الحقيبة هل لهذه الدرجة تريد الرحيل بسرعة؟!!


لماذا، هل أضقت القيد عليك حتى خنقك، فعندما أنقطع سارعت لالتقاط أنفاسك والهرب بعيداً عني؟!!!


أم من أتت بعدي لتأخذ مكاني تنتظرك بالخارج، وتريد الخروج لها سريعًا!!!


وبالرغم من كل الهواجس التي تدور بداخلى الأن قررت أن أظل بكبريائي شامخة أمامك حتى تكون هذه الصور الأخيرة التي تراها عنى.


وعندما انتهيت، وخرجت إلى الباب مروراً بالصالة التي أقف فيها كانت يدي تعاندي محاولة الإمساك بك حتى لا ترحل، ولكن للأسف قد رحلت لا أدري هل كبريائي هو من شل يدي في هذه اللحظة أم سرعتك في الرحيل هي من جعلت يدي تتحرك بعد فوات الأوان!!!

وعندما اغلق الباب لم تمضي سوى ثواني قليلة حتى تأكدت نفسي أنك قد ذهبت بعيداً، وأنفجرت في النحيب لدرجة لم تسبق لي، أنا لم أبكي على أحد هكذا من قبل ثم أنك لم تمت بعد لما أبكيك كل هذا القدر؟!!!  


مسحت دموعي بعد أن تعب قلبي من كثرة البكاء، وتقطعت كل أوردته، وقررت أن أعيش سعيدة بالرغم من كل ما حدث.

ذهبت إلى الفراش بالرغم من أنه لم يكن لدي الرغبة في النوم أدركت أن ذهابى لم يكن سوى هروب من الواقع.

ونمت طويلًا، وعندما استيقظت وجدت نفسي أنادي لك كعادتي لتأتي إلى بكوب القهوة الذي طالما اعتدت تحضيره لنا كل صباح.

وبالرغم من أنني مدمنة قهوة وجدت نفسي زاهدة فيها لا أريدها بالرغم من أننى قمت بتحضيرها لا أدرى هل طعمها حقًا ليس حلوً كما أقنعت نفسي، أم أن حلاوتها كانت تأتي من رفقتك. 


مر اليوم ثقيل ولا أتذكر شئ فيه سوى ذكرياتنا معًا أنني لا أقدر أن أعيش الأن أين كبريائي الذي أدعيته بالأمس؟!! ووجدت نفسي أقول لها ليتني أوقفته قبل أن يغادر.

ومرت بعدها الأيام، وكان كل يوم يأتى بأحزان جديدة ويحمل ذكريات مريرة، بالرغم من أنها كانت بالأمس أكثر من رائعة ولكنها اليوم مريرة هذا ألبوم الصور الذي رتبناه معًا، وتجادلنا فيه على أي صورة نضعها قبل الأخرى، هو اليوم ذكرى مريرة هو الآخر أريد أن أمزقة كلما أتذكر سخطي وغضبي عليك، ولكني أتراجع عن ذلك حينما أدرك أنه الذكرى الوحيدة المتبقية منك بعد أن حملت كل ما يخصك، ورحلت، ولكن لما لم تحمل هذا الألبوم أيضاً معك. 


أليس فيه ما يخصك أم لم يعد يخصك ليتك حملته لترحمني من ذكريات كنت أحسبها لن أبكي عليها يومًا.


ليتك حملت جدران المنزل حتى قبل أن تغادر، ولكن كنت تركت لى قلبي فأنت غادرت وحملت قلبي معك!!!!!

أضف تعليق