كره ذاتي من ذاتي |
قد تجد العنوان غريب بعض الشئ، ولكن في حقيقة الأمر هي الحقيقة التي تخفيها عنك ذاتك طوال الوقت.
الجميع منا قد جرب يومًا ما أن يقف أمام المرآة فيجد نفسه محاصر بكمية من المشاعر السلبية التي تمده بالكراهية لذاته.
فتجده يقول لنفسه أنا سمين، أنا ليس مظهري جذاب، لدي تجاعيد هنا، وهناك على وجهي، بطنى البارزة تجعل مظهرى غبيًا.
وتمضي هذه الساعات، وتمر الأيام، وتجد الإنسان حزينًا كئيبًا ليس لديه الرغبة في الحياة، ويسأل لما لست سعيد في حياتي؟! لم لا أجد اللذة فيها؟!
أنها في حقيقة الأمر اللحظة التي قد لا يتعدى وقتها الدقيقة أمام المرآة هي من تركت هذا المرار بداخلك هي من جعلت حياتك حقًا مريرة!!!
كل هذه المشاعر النفسية السلبية قد تراكمت داخل اللاوعي الخاص بك لدرجة جعلتك تكره الحياة، وحتى أن لم تنتبه لمدى تأثيرها فيك فهي حقًا قد أثرت فيك كثيرًا.
هذه اللحظة القليلة الوقت قد فتحت عقلك الباطن، واختارت لنفسها مكانًا بداخله، وجلست فيه، وقالت من اليوم سأثبت لك أن حياتك لا تتمحور سوي على عيوبك.
أنا لا أقول هنا أن ليس كل ما تقوله لنفسك أمام المرآة خاطئ بالعكس هو صحيح مائة بالمائة.
هناك حقًا تجاعيد تملأ وجهك، وهي طبيعية، فأنت تكبر في السن، لذا يجب أن تتقبل ذلك.!!!
هناك فعلًا بطن بارزة قليلًا لما لا تتعايش معها ألم يكن الطعام لذيذًا حينما تناولته، لذا إذا لم تعجبك هذه البطن البارزة كف عن تناول الطعام، أو أكتفي بقبولها، وكف عن التذمر منها.!!!
الحياة أكبر بكثير من شكلك الذي لا يرضيك حتى، وإن كان مقبول للعالم، أو بطنك البارزة التي تعجبك والتي لا يهتم لها أحد في الأساس.!!!
العجيب في هذه الحياة أننا كلنا نعتقد أننا محط أنظار الأخرين في حين أن كل فرد فينا مشغول في ترتيب نفسه ليعجب الآخرين.!!!
وتكون النتيجة ضياع لذة اللحظة التي نعيشها الآن، هنا لا أقول لكم أن الناس لا تعلق على بعضها التعليقات السخيفة التي طالما اعتدنا سماعها، لا بكل تأكيد سيحصل ذلك.
ولكن سيمضي التعليق السخيف مع صاحبة، لذا فلما يبقى داخل قلوبكم لما لا تطردوه وراء اللسان الذي نطق به.
كفوا عن جلد أنفسكم لأن جلدها لن يؤلم أحد غيركم، وحاولوا أن تجدوا في الحياة الراحة كفوا عن الجري في تحقيق أقصى سبل التألق، والجمال.
فلن يزيد حب العالم لك إذا كان وجهك خالى من التجاعيد، أو كانت بطنك مسطحة.
فالمتحكم الوحيد في الحب هو القلوب وليس العيون، العين تعجب فقط، ولكن لا تحب، وكم من شخصيات شهيرة أحبها العالم، ولم تكن تملك من الجمال مثقال ذرة
وفي النهاية حبك لذاتك أهم بكثير من التقاتل على حب العالم لك، فأنت من سيعيش حياتك وحدك، ولن يعيشها غيرك .
لذا كف عن الوصول إلى الكمال لأنه لا يوجد أحد كامل سوي الله عز وجل، كما كف عن كرهه ذاتك، لأنها تستحق أن تحب، فالحياه مهما طالت قصيرة لا يجوز نضييعها في كرهه أنفسنا.