الحب الحقيقي أين يوجد؟

الحب الحقيقي أين يوجد؟

الحب الحقيقي أين يوجد؟
الحب الحقيقي أين يوجد؟

الحب الحقيقي كلمة في هذا العصر قد تراها رومانسية زائدة عن اللزوم كون اليوم أصبح عصر الإلكترونيات، والبورصة، والأموال، والاهتمام بالأوضاع السياسية، والاقتصادية والقيل والقال، وبسبب العفن الذي أصاب القلوب قبل العقول اسمي الحب من الرفاهيات التي من غير المبرر عيشها اليوم، فتناسى كأي شئ أتي من الزمن الماضي، وإصابة العفن.

فعلاً قد تجدون كلامي سوداوي بعض الشئ، ولكن، أوليس هذا هو الحب في هذا العصر، فتعالوا معنا في هذا اليوم نترك كل الكلام عن المجتمع، والسياسة، وأوضاعها المملة التي لن تنتهي إلى يوم قيام الساعة، ونتغلغل إلى قلوبنا قليلًا، ونعرف حقيقة الحب الحقيقي أين يوجد الآن؟ وما هي أعراضه وصفاته؟ لذا في جلسة هادئة على أوتار الليل البارد هذا المساء دعونا ندفئ قلوبنا قليلاً بكلامنا عن الحب عسى هذه الجلسة في نهاية المطاف تمدنا ببعض من الإحساس بالأمان في زمن أصبح فيه الوفاء سمة الأغبياء!!!

الحب الحقيقي في الماضي

كان الحب الحقيقي في الماضي ينسدل في أشعار فتري الحبيب يسرد علي لسانه كلام يخرج من القلب إلي القلب دون ترتيب، أو تنسيق، ولم يكن هناك مانع في الحب كونه لم يكن عار أن يحب أحد، وأغلبية قصص الحب كان يكللها الزواج، فهذا الطريق الطبيعي للحب الذي كان في ذاك الزمان.

أما في هذا الزمان ليس من الشرط أن يكلل الحب في نهاية المطاف بالزواج، فاليوم الحب شيء، والزواج شيء آخر، وإذا قررت أن تتزوج من تحب، فهو شئ من درب الجنون، ولم يكن الحب الحقيقي في الماضي تحكمة قيود، أو فئة مجتمعية، وبالرغم من أن لهذه القاعدة استثناء، ولكن سيظل الحب في الماضي أفضل بكثير مما نشهده في هذا الزمان.

الحب الحقيقي في العصر الحالي

في ظل التطور الرهيب الذي بات يتصف به هذا المجتمع، ستجد الحب قد تراجع ركبه للوراء متخلفاً عن كل العناصر المجتمعية التي تشهد تطوراً رهيباً، وهذا بالفعل ليس غريبًا، فكيف لأحساساً قلبيًا أن يتطور، لا ننكر أن حاسة الجوع قد تطورت مثلًا، فأصبح الإنسان الأن عندما يشعر بالجوع يشتهي أصناف، وألوان من الأطعمة لم توجد في الماضي، ولكن كيف للحب أن يتطور، هل سنجد له شكلاً أخر لم نعتاد عليه من قبل؟!!!

بالفعل لا ننكر أن هذا حدث حقًا، حيث أصبح الحب غريب في عالم أكثر غرابة، ولكن ليس هذا هو الحب الحقيقي الذي نبحث عنه. 

علاقات الحب اليوم يا سادة مقسمة بالأموال، والأشكال، والصبغة المجتمعية، فمثلًا الطرفين اليوم يبرمجون أنفسهم على أن الحبيب يجب أن يكون من نفس الفئة المجتمعية، ومقارب في الصبغة التعليمية، فلا يجوز للدكتور إلا أن يتزوج من دكتورة، أو فيما يعادلها من شهادات، ولا يجوز لابن السفير سوي أن يتزوج من ابنة الوزير، وهكذا هو الحب في هذا اليوم مقدر بالقواعد، والقوانين، ومن يخالف هذه السياسات سيحكم عليه بالجلد بالكلام. 

الحب الحقيقي بين الماضي والحاضر

يؤسفني القول أن الحب في هذا الزمان يختلف كلياً عن الماضي لحظات الحب الآن عابرة تمضي، وتأتي سريعًا، تطورت بدرجة كبيرة أفقدتها مصداقيتها، فلم يعد الحب كما عرفناه فيما مضي طاهراً نقيًا اليوم كل أنواع الاستغلال ترتكب باسم الحب الجرائم الجنسية ترتكب باسم الحب النصب، والاحتيال يرتكب باسم الحب، اليوم كل الأفعال البغيضة ترتكب باسم الحب هذا هو ما كان الحب عليه، وما أصبح. 

كيف أعرف الحب الحقيقي

حينما لا ترى العيوب على أنها عيوب، أو تراها، وتتعامل معها بصدر رحب هكذا هو الحب، إن لم تغفر فأنت لم تحب، وإذا خانتك نفسك عن تقدير الحب جيدًا، فهناك أختبار أكثر من رائع يمكنك تقييم نفسك به، ألا وهو البعد، فكما قالها الشاعر الكبير نزار قباني إذا لم يزيدك البعد عشقاً فأنت لم تحب حقًا.

هذا هو الحل في معرفة الحب الحقيقي من عدمه، وهو البعد، فإذا وجدت نفسك مشتاق فأنت تحب. 

في النهاية لا تحكموا على نظرتي للحب على أنها حقًا نظرة سوداوية، وإن كانت هي حقًا كذلك، فما نظرتي إلا سردًا للواقع، وأحواله، فأسفي على حب ضاع في هذا الزمان، وأصبح باسمه ترتكب كل الجرائم الشنعاء، وبالرغم من كل ما سردناه اليوم لا تكفوا عن البحث عن الحب الحقيقي عسى أن تجدوه هائماً حائراً يوماً ما فتدلوه إلى الطريق ليسكن قلوبكم النقية الطاهرة.

أضف تعليق