من أكثر تأثراً بـ المشاكل الزوجية ؟ الرجل أم المرأة ؟
من أكثر تأثراً بـ المشاكل الزوجية ؟ الرجل أم المرأة ؟ |
المشاكل الزوجية هي من أكثر الأشياء التي يتعرض لها المتزوجين، خصوصًا المتزوجين حديثًا، ويساهم في ذلك الأمور الحياتية التي يمرون بها، فلا شك أن ضغوط الحياة، تؤثر على الجميع، الرجال والنساء على حد سواء يتعرضون لتلك الضغوط في العمل والمنزل، ولكن على أيهما تؤثر بشكل أكبر، كان هذا محل بحث، ودراسة مجموعة من العلماء الأمريكيين لمدة 16 عام.
في الدراسة التي استمرت أكثر من عقد ونصف، أجرى باحثون من جامعتي نيفادا وميتشيغان الأمريكيتين بحث حول صحة المتزوجين النفسية، مقارنة بالضغوط التي يتعرضوا لها في العمل والحياة المنزلية، والأمور العامة.
كشفت الدراسة عن أمر مذهل، ومفاجئ للبعض، حيث أكدت أن النساء لم يعانين من أي تأثير على الإطلاق لتلك الضغوط على عكس شركائهم من الرجال! فكان الرجال أكثر تأثرًا بـ المشاكل الزوجية، ووجدت دراسة، أنه إذا كان هناك صراع في الزواج، فإن الأزواج يعانون أكثر من الصداع، كما يواجهون المزيد من المشاكل في النوم، وهم في حالة صحية سيئة بشكل عام، مقارنة بزوجاتهم، رغم معاناة الطرفين من نفس المشاكل والضغوط.
تمثلت تلك الضغوط، في تربية الأطفال، والمشاكل المالية، والمشاكل العائلية خارج نطاق الأسرة، كل هذه الأمور أثرت على الرجل بشكل أكبر من المرأة، حيث دفعت هرمونات التوتر والإجهاد لديه، أكثر من المرأة بمعدلات ملحوظة.
انسحاب النساء من المشاكل الزوجية
قالت الكاتبة الرئيسية للدراسة روزي شروت، من جامعة نيفادا الأمريكية: “إن الشعور بالانتماء، والشعور بالثقة، والشعور بالتضامن، من الأمور الهامة التي تقلل من الضغوط، وهو ما اتضح أن كثير من النساء لا تقوم به.
وأضافت: عندما تبدأ مشكلة من المشاكل الزوجية تبدأ النساء في الانسحاب تدريجيًا من المشكلة، لتلقيها بشكل كامل على الرجل، وتظهر دراسات أخرى أن هذا يسبب ضغوطًا يمكن أن تؤثر على الجهاز المناعي، وتضر بصحة القلب، والأوعية الدموية”.
كيف وصل الباحثون لتلك النتائج؟
استجوب الباحثون، من جامعتي نيفادا وميتشيغان حوالي 373 من الأزواج في السنوات الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة عشر من زواجهم.
وسُئل الرجال والنساء عما إذا كانوا قد اختلفوا في العام الماضي حول واحدة من المشاكل الزوجية ومناطق الصراع الشائعة مثل: المال، وتربية الأطفال، والأمور الدينية، وعلاقتهم مع الأقارب، وكيف يتعاملون مع عائلاتهم، وكيف قضوا أوقات فراغهم.
ثم انتقلت الأسئلة لتتناول صحتهم، وهل صحتهم تتدخل في عملهم؟ وهل يتمتعون بصحة كافية للقيام بالأشياء التي يريدون القيام بها؟ وهل يعانون من مشاكل في النوم؟ وهل شعروا أحيانًا بالتوتر والعصبية؟ وهل لديهم اضطرابات نفسية؟ أو يعانون من الصداع؟ وتم تسجيل الصحة على خمس مستويات، حيث سجل الأزواج أصحاب النزاعات البسيطة متوسط صحة قدره 4.07 نقطة في بداية الزواج، لكن الأزواج ذوي حالات النزاع الشديدة كانوا غير أصحاء من البداية، بمتوسط نقاط 3.86.
إلا أنه من ناحية أخرى، على مستوى المقارنة بين الرجال والنساء، فكانت النتائج تشير بالكامل إلى تأثر الرجال بنسبة 100% بتلك المشاكل الزوجية ، على عكس النساء اللاتي لا يعانين من أي تأثير على الصحة.
وأظهر الأزواج الذين اختلفوا حول عدة موضوعات، صحة أقل مقارنة مع أولئك الذين اختلفوا حول عدد أقل من المواضيع، خاصة في وقت مبكر من الزواج، ولكن ظل الرجال يتحملون عبء تلك المشاكل الزوجية طوال مدة الدراسة.
تم تقديم تلك النتائج في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية لأبحاث العلاقات في ولاية كولورادو الأمريكية.